دخل الأخصائي النفسي على المتدربين في دورة "إدارة الضغوط النفسية" ..
و هو يتمشى حاملا كأسا مملوءا بالماء ..
فتبادر لأذهان المتدربين أنه سيتكلم عن قصة النصف الفارغ والممتلئ من الكوب .. !!
لكنه سأل عن وزن الكأس .. !!
تفاوتت تقديراتهم من ١٠٠ إلى ٢٠٠ جرام.
فأجابهم: الوزن لا يهم .. !!
الأهم هو الفترة التي سيقضيها المرء حاملا للكأس ..
فإن حمله لدقيقة .. فلن تكون هنالك مشكلة ..
و إن حمله لساعة .. ستؤلمه ذراعه ..
أما إن حمله يوما كاملا ..
فسيشعر بخدر ثم ألم شديد و ربما شلل ..
و في كل الحالات لن يتغير وزن الكأس ..
لكن ..
كلما أطلنا حمل الكأس كلما زاد وزنه ..
ثم أردف قائلا:
"القلق والهموم في الحياة هي تماما .. مثل حمل هذا الكأس ...
لو فكرت فيهما قليلا .. لن يحصل شيء ..
لو فكرت فيهما مطولا .. فسيبدآن بإيلامك ..
أما لو فكرت بهما طوال اليوم ..
فستشل حركتك .. بحيث لن تتمكن من عمل أي شيء ..
تذكر دائما بأن تضع الكأس جانبا ..
و أن ترمي القلق و الهموم وراء ظهرك ..
أولا بأول ..
فعندما يتحدث الناس عنك بسوء ..
و أنت تعلم أنك لم تخطيء في حق أحد منهم ..
تذكر أن تحمد الله الذي أشغلهم بك .. و لم يشغلك بهم ..!!
تأكد أن كل الأحزان التي تمر بك إنما تصيبك لأن الله يحبك ..
إما أنه يحبك فيبتليك ليختبر صبرك و ردة فعلك ..
أو أنه يحبك فيطهرك من ذنوبك بتمحيصك ..
يوما ما ستكتشف أن صبرك في السراء و الضراء قد حماك من النار ..
و أن حزنك و صبرك على البلاء .. قد أدخلك الجنة ..
فلا تنشغلوا بحمل كأس همومكم و بلائكم ..
و انشغلوا بذكر ربكم .. بدعائه و التضرع له ..
ليكشف الضر .. عنكم في الدنيا ..
و يجازيكم الجنة بما صبرتم .. !!
تأملوها حرفا حرفا ..
ﺇﻥ ﺫﺭﻭﺓ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻌﺒﺪ في الدنيا ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ..!!
ﻓﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ في الدنيا ﺷﻌﻮﺭ لحظي ﻣﺆﻗﺖ و ﺯﺍﺋﻞ ..
لن يدوم إلا في الجنة .. مع الذين سعدوا كما وعدهم الله ..
أﻤﺎ ﺫﺭﻭﺓ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻌﺒﺪ في الدنيا ..
فهو ﺍﻟﺮﺿﺎ ..
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻓﺎلله ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭ ﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺭﺑﻚ ﻓﺘﺴﻌﺪ ..
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﺎﻝ تعالى .. ولسوف يعطيك ربك ﻓﺘﺮﺿﻰ ..
أسكن الله الرضا في قلوبنا وقلوبكم♡♡
و أدام علينا محبتكم و مودتكم .. ♡♡
اللهم سخر لنا مع عامنا الهجري الجديد ..
من الأقدار أجملها ..
و من العافية أتمها ..
و من الأمور أسهلها..
و من الأرزاق أوسعها ..
و من حوائج الدنيا أرضاها ..
و من الجنة أعلاها ..
و من السعادة أبقاها و أدومها ..
آمين .. آمين ..
يا رب العالمين
الشيخ الدكتور العشري عمران هاشم